ترجع العلاقات اليمنية – الباكستانية الى التاريخ البعيد، وذلك بفعل القرب الجغرافي، والتمدد السياسي للدولة اليمنية القديمة والتداخل الحضاري. وكان اليمنيون الأوائل ضمن الجيش الإسلامي الذي فتح بلاد السند في 712م / 93 هجرية.
وواجه كلا الجانبين (جنوب اليمن، وشبه القارة الهندية التي تقسمت لاحقًا) ظروفًا ومراحلًا مشتركة عبر الحقبة الاستعمارية البريطانية للبلدين خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، إضافة إلى الهجرة السكانية المتبادلة بين مدينتي عدن وكراتشي وهو ما أدى إلى المزيد من التقارب بين البلدين والامتزاج الثقافي بينهما.
ونشأت العلاقات الدبلوماسية بين اليمن (الشطر الشمالي سابقًا) وجمهورية باكستان الإسلامية قبل الـ26 من سبتمبر 1962م حيث كان السفير الباكستاني المعتمد لدى مصر عام 1955م وزيرًا مفوضًا غير مقيم لدى اليمن فيما كان الوزير المفوض غير المقيم لدى المملكة الأردنية الهاشمية معتمدًا لليمن لدى باكستان ايضًا.
لكن البلدين لم يتبادلا التمثيل الدبلوماسي المقيم على مستوى السفارات إلا في عام 1981م، في كل من صنعاء وإسلام آباد، وقد تنامت العلاقات بين اليمن وباكستان في السبعينيات بشكل كبير خاصة في المجال الثقافي/التعليمي حيث استقبلت باكستان المئات من الطلاب للدراسات الجامعية وأنشأت مدرسة يمنية بمراحلها الثلاث في إسلام آباد الباكستانية حتى 2001م.
وبعد أحداث الـ11 من سبتمبر 2001م، واجه البلدان تحديات وظروف أمنية متشابهة خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب فرضت ضرورات التعاون الأمني والسياسي لمواجهة هذه الآفة، وأضافت عامل مشترك حتم المزيد من التنسيق وتعزز الانسجام في مواقف البلدين إزاء العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن الدعم المتبادل ومنها في الترشيحات للمناصب المتعددة.
وعلى صعيد التعاون الثنائي تبادل البلدان العديد من الزيارات خلال الأربع عقود الماضية، على مستويات مختلفة أبرزها زيارات على المستوى البرلماني ورئاسة الوزراء والرئاسي، وقع البلدان العديد من الاتفاقات والبروتكولات والبرامج في الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية وغيرها. وفيما استمرت العلاقات على الصعيد الثقافي التعليمي في التنامي، فإن ظروف البلدين حالت دون تنامي العلاقات الاقتصادية والتجارية على النحو المراد.
وتدعم باكستان اليمن وقيادتها الشرعية الدستورية، وعلى رأسها فخامة الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ووحدة وأمن واستقرار اليمن وسلامة أراضيها.
وعلى المستوى الشعبي – الشعبي يتبادل البلدان مشاعر الود والأخوة والتعاطف المشترك إزاء قضايا كل منهما، ويتشاركان الكثير من القيم الاجتماعية والعادات الإسلامية الرفيعة.